بسم الله الرحمن الرحيم
كلما نظرت الى حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبت من قيام المسلمين زمن النبوة بتطبيقه وهو قوله ( من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له ) وماكان يصدر من الأشعريون أحدى القبائل العربية كان إذا قل طعامهم جمعوا ما كان مع كل واحد من طعام ثم قسموه بينهم بالسوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم )
وكذا موقف الصحابي الجليل طلحة لما نزل قوله تعالى { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيئ فإن الله به عليم } فقال يارسول الله إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإني جعلتها لله أبغي أجرها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أجعلها في الأقربين فقام الصحابي الجليل فقسمها على أقاربه ...
ما هؤلاء ؟! وأي دين كانوا عليه ؟! أوليس هو الدين ذاته الذي نحن عليه ؟!
ثم أين التكامل والتعاون والتراحم والتعاطف والتواد الذي بين ذوي الأرحام الذين قال الله فيهم { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ...} وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) إننا نلتمس العذر لكل لكل إنسان يبخل على نفسه حتى بشراء أضحية من أرباح الأموال الطائلة في البنوك حتى لا يوزع ثلثها على ذوي الأرحام أو الفقراء والمحتاجين لقد أصبحنا في عصر قل فيه الكرماء وكثر فيه البخلاء اللهم أرحم كل كريم جواد يصل الرحم وينفع ذوي الأرحام ويصلح ذات البين.